كتب محمد فوده
"تلقيت هذه الرسالة من قاريء عزيز ــ وكل قرائي والحمد لله أعزاء ولهم في قلبي منزلة خاصة. وقد حرصت علي أن أنقل الرسالة شبه كاملة وهذا نصها:
أحببت اقتناء جريدة "المساء" يومياً للاستمتاع بمقالكم والأسلوب المعتدل الذي تنتهجونه في الكتابة. والتعليق علي الموضوعات الشائكة التي يعيشها الشعب المصري.
واليوم 17 أكتوبر 2012 أكتب لكم فور مطالعتي لمقالكم: "حذار.. وألف حذار" واسمحوا لي من باب المحبة لشخصكم وأسلوبكم أن أقول بأنه قد يكون التوفيق خانكم هذه المرة في التعليق بالأسلوب المعتدل الذي هو أساس الوصول إلي عقل القاريء وقلبه.. لأنني وجدت أسلوباً آخر ينطوي علي شبه تهديد في حالة تعديل قانون الإيجارات القديم.
ولي تساؤل: ماذا لو حضر إلي مكتبكم أحد الملاك الذين ذاقوا أشد البلاء من جراء القانون القديم لدرجة أنه فقد بصره من الضغط النفسي من أفعال المستأجرين. وأصبح يحصل علي زكاة من أحد المساجد بالمنطقة التي يقطن بها لكون الدخل الشهري للعقار الذي يملكه لا يصل إلي ثمن كيلو واحد من اللحم فضلاً عن باقي احتياجاته في الحياة.. فماذا نقول له؟! وماذا يكون شعورك نحوه؟!
أيضاً ماذا لو جاءكم آخر يقول لكم: إن المستأجر يساومه لكي يترك العين المستأجرة علي مبلغ يعادل أضعاف أضعاف ما دفعه من قيمة إيجارية طوال مدة استئجاره للشقة لأنه حاز شقة في إحدي المدن الجديدة وسوف ينتقل إليها؟! فما موقفك من هذا المستأجر؟!.. ومستأجر ثالث يصر علي تزويج نجله في الشقة. بينما نجل المالك لا يستطيع والده تدبير شقة له ليتزوج فيها.. وغير ذلك الكثير من مظالم قانون الإيجارات القديم.. فهل ستتبنونها وتكتبون عنها في مقالكم؟!
وأخيراً.. ماذا تقولون في إجماع آراء فقهاء الدين علي مخالفة هذا القانون للشرع؟!
مجدي وجيد المهدي
المحامي بالنقض
شكراً.. للقاريء الأستاذ مجدي علي عبارات الثناء التي وجهتها لشخصي.. وعلي عتابكم أيضاً.. وها أنا أنشر رسالتك كاملة لعرض وجهة نظرك.. وكل ما أرجوه ألا يترتب علي تعديل قانون الإيجارات القديم أزمة طاحنة يكون طرفها الملاك من جهة وأكثر من مليونين ونصف المليون أسرة مستأجرة من جهة أخري.. وأن يراعي في القانون الجديد المصلحة العامة والسلام الاجتماعي أولاً.. ثم مصلحة الطرفين.. وأنا بكل تأكيد مع إنصاف الملاك. وفي نفس الوقت مع قيام الحكومة بتدبير المسكن الملائم للمستأجر الذي يخلي شقته للمالك خاصة إذا كان من الضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة.
ويا أستاذ مجدي.. إذا كان هناك مستأجرون جبابرة.. ففي المقابل هناك مستأجرون غلابة.. والسياسات التي انتهجتها الحكومات السابقة في عدم التخطيط السليم لحل مثل هذه المشاكل المستعصية هي التي أدت إلي ما نحن فيه الآن.. نحن شعب غالبيتنا العظمي فقراء سواء كنا ملاكاً أم مستأجرين.. والأمر يقتضي حكمة بالغة في طريقة المعالجة.. ولدينا من الخبراء من يستطعيون وضع تصور لحل هذه المشكلة دون أن يترتب علي هذا الحل عواقب وخيمة.
أشكرك مرة أخري.. وأرجو أن يقتدي بك بعض القراء في المناقشة الموضوعية دون اللجوء إلي أساليب تعبيرية غير لائقة خصوصاً إذا اختلفت الآراء."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق